منتديات المارد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات المارد ترحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بدون تعليق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المارد
Admin
المارد


عدد المساهمات : 520
تاريخ التسجيل : 12/12/2007

بدون تعليق Empty
مُساهمةموضوع: بدون تعليق   بدون تعليق I_icon_minitimeالأربعاء يناير 16, 2008 11:17 am


بدون تعليق

استيقظت الصغيرة من نومها بعد أن وخز الجوع بطنها الضامر... أَنّتْ تشكوه لأمها
المسندة رأسها إلى عمود خيمةٍ فَرْشها أجساد أعياها الانتظار وهدّها انقطاع
الأمل... مدت الأم يدها تفتش في الكيس الخاوي منذ عدة أيام إلا من بقايا طعام
ادخرتها عبر الأسابيع، أخرجت كِسْرة خبز يابسة، هي كل ما تبقى لها ولابنتها،
ناولتها إياها... قضمتها الصغيرة، وهمست إلى أمها متوسلة:
-متى نعود لدارنا يا أمي؟
-قريباً إن شاء الله
-لم ليس الآن؟ أوحشتني الدار
-لأن المعبر مغلق
-ومن أغلقه؟
-السلطات المصرية
-لماذا؟
-لأن الإسرائيليين لا يريدون فتحه
-ألن يفتحوه أبداً؟
-سيفتحونه عندما تعود قوات السلطة الفلسطينية
-فمتى تعود؟
-ما عاد هناك سلطة فلسطينية، بل "حماسية" أو "فتحاوية"
-فما لي أنا وهذا كله يا أمي؟
-أنتِ عربية
تحيرت الصغيرة ذات السنوات السبع، صارعت خوفها من أن تغضب أمها، واستجمعت
جرأتها، لتعاود التساؤل:
-أليست مصر عربية يا أمي؟
-بلى
-والسلطة عربية؟
-بلى
-وفتح عربية؟
-بلى
-وحماس عربية؟
-بلى
-ويلقون بي في العراء، يغتصبني الموت جوعاً ومرضاً، لأنني عربية؟!
-..........
كفاكِ أسئلةً، ولتنامي.
استسلمت الصغيرة لعجزها عن الإدراك، ترفقت بأمها المتعبة، خبأت رأسها في
حِجْرها.
هربت دمعة جزعى في غفلة من اصطبار الأم المتماسكة، لاحقتها عبر خـدٍّ شفّه
الأرق... ربتت صغيرتها، التي أغمضت عينيها، وقضمت اللقمة الأخيرة من كِسْرة
الخبز، قبل أن تهمس بصوتٍ واهنٍ، يتردد بين الصحو والنوم:
-أماه
-نعم يا حبيبتي
-لماذا لم تقولي لهم إني إسرائيلية؟!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almared.all-up.com
 
بدون تعليق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المارد :: المارد الادبي :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: